مشكلات تدريس علم العروض ٣

مشكلات تدريس علم العروض
(مشكلات الكتاب)
Ù£
سوء ترتيب البحور
إن بين بعض بحور الشعر العربي وبعض من العلاقات التركيبية ما ينبغي أن يراعيه مؤلف كتاب المقرر من علم العروص حتى يستطيع أن يقنع بها طلابه ويتدرج بهم ويتقدم إلى غايته التي ينبغي أن تكون تمكينهم من إدراك أوزان الشعر العربي وقوافيه وتمييز بعضها من بعض حرصا على اكتمال أدوات تحليل الشعر العربي وتكاملها.
إنه إذا تكون بيت بحر الطويل من التفعيلتين اللتين تكون منهما بيتا بحري المتقارب والهزج، وبيت بحر البسيط من التفعيلتين اللتين تكون منهما بيتا بحري الرجز والمتدارك، وبحر المديد من التفعيلتين اللتين تكون منهما بيتا بحري الرمل والمتدارك… وهكذا؛ فإن من الأجدى تقديم كل بحرين مقردين تكون منهما بحر مركب، والتنبيه على ما يختص به المركب دون المفردين.
الاشتغال بتعديد الصور عن تخريج القصائد الكاملة
إن صور بحور الشعر بعدد الشعراء، وإن بعض صور البحر الواحد يدل على بعض ولاسيما الصورة المشهورة؛ فمن عرف البحر من خلال هذه الصورة استطاع أن يميزه مهما اختلفت صوره؛ فمن ثم كان الأولى أن ينصرف كتاب المقرر من علم العروض إلى تخريج القصائد الكاملة من مطلعها إلى مقطعها لا يخرم منها حرفا، فيدرب الطالب تدريبا كافيا، ويقفه على روح العروض المتلبسة بجسم القصيدة، لا أن يعدد عليه ما لا يحصى من صور البحر، يدعي بذلك العلم والدقة والحرص عبثا، وما هو منها في شيء!
عدم التنبيه على المتَشابهات والمشْتبهات
تتقارب بعض بحور الشعر العربي فتتشابه -ومنها: الطويل المخروم والكامل، والوافر المعصوب والهزج، والكامل المضمر والرجز، والسريع المكشوف العروض والضرب والرجز- وتكاد بعض المتشابهات تتطابق فتلتبس؛ فيحتاج الطالب إلى أن يطمئنه الكتاب فلا تطول حيرته فيعيا بأمره ويعرض إعراض اليائس. وليس أحب إلى الطلاب ولا أجذب لهم ولا أدل على إخلاصهم واجتهادهم ولا أنجح في المنافسة بينهم، من التنبيه على مثل هذه المتَشابهات والمشْتبهات!

Related posts

Leave a Comment